الموت البطيء

    إنه الموت البطيء والفناء بلون الحياة..
    والعالم الذي يتناسى فقرا بات كل يوم يقبض روحا بريئة..
    يمحو أمة ويزيل أثارها من خريطتنا الأنسانية..




 


أنني أم..
فكيف يأنس لنفسي أن ترضى برؤية طفلي كل يوم في تناقص
والموت يتغذى على جسده النحيل جدا
كيف أصبر وأنا لم أعد أشاهده إلا شبح أنس
قد أخافت صورته مئات الناس!..






أنا طفلة جائعة
قتلت كل مبادئ أنسانيتي ومعاني الكرامة
لأن ثمنها هو موتي
أنهكت جسدي الضعيف
وخطوت خطواتي الأولى في الحياة وأنا أعاني
أعاني جوعا قد لا أشعر به ليوم
بل سأعتاد عليه طوال العمر
أنبش بين نفايات أذابت كل أحساس الجمال بداخلي
وأنتزعت أنوثتي بقسوتها وعفنها
وتركتني مصدر إشمأزاز..






كبف أقابل الله؟
أنا أب مسؤول عن أسرة
ولم أستطع توفير لهم أي شيء
لاملبس ولامأكل
أطفالي عندما أحضر للمنزل
يلتمون حولي
بهدوء وبصمت تنظر إلي أعينهم الذابلة
وتهمس بألم:
(أبي..وماذا فعلت لي أيها الأب؟!)..



  

صورة شاحبة عن عالمي المقفر
بلغة الصمت يمكن أن يفهمنا العالم أو بلغة الموت
يمكن أن يدرك أخيرا أننا نحن بشر
أمة وشعب
أستحوذتني الشكوك فبدت لاأعرف
أأرسم المستقبل بالأمل!
أم أحفر قبري وأنتظر رحيلي بهدوء!
أم أقف على الباب أحدق بعيدا لعلى أرى عمر بن عبدالعزيز أو ابن الخطاب
يأتون ومعهم حياتنا
لنستحق أن نعيش للحياة لا للموت..

بقلمي..



..حلــــــــــــــــــــــم يتيمة..
هنالك قرقـــــعة صحون بعيدة
كأنها صحون غداء أسرة بعيدة أيضا
بعيدة جدا عن مسامعي
كبعد حلمي لأمتلاك أسرة

بقلمي







وطـــــــــــــــن جديـــــــد
 

سأفكـــر في وطن جديد لا يشبهكـ
وفي عالـــم أخر لاتنتمي إليه.

أيها الفقر..
رفقا بأحلامـــي المرتعشة
لا تبصقني شيخا
ولا تحتويني وأنا أقبل عليك بلهفة وأضحك ماما
لا يغريك سكوني
فأنا أحتاج متنفسا بعيدا عن نافذتكـ
وهواء زفرته بالقرب منها.

دعني..
فأنني بالطبع لن أحتاجكـ
ولكن أحتاج هواء لا يحتويكـ
وطعاما لا يوحي بكـ
وذكرى لا تحفظكـ
وحالا لا تشكو منكـ
ووطنا لاتملكـ فيه هوية
ولا جواز سفر للعبور فيني.

وطن جديد لا يشبهكـ
وعالم أخر لاتنتمي إاليه.

بقلمي




 
هنالك ثقب
أو فجوة كبيرة
يملؤها الفراااغ
,,,

الصمت يحتل أرضي المثقوبة
ويحيك الوحدة في فراغااااتي
ويمضي
,,,

وقد خلف ثقبا أكبر
وفجوة عظمى.


بقلمي